لا يمكن أن تقود الصدفة أو التخَبُّطْ العشوائي أي فريق لتحقيق بطولة ما، لأن تحقيق البطولات يرتبط ارتباطاً قوياً بخطط زمنية مُختلفة المَدى وطريقة تنفيذها ومتابعتها والحفاظ على مكتسبات الفريق سواءً الإدارية أو الفنية لبناء فريق كرة قدم مميز يقود النادي للمنافسة على البطولات المحلية والدولية والحصول عليها واعتلاء منصات التتويج، لذلك فالقدرة المالية وحدها غير كافية لتأسيس فريق قوي مع أنها من أدوات النجاح المتكاملة والتي تُسَاهم في ذلك، ولكن الأهم من تحقيق بطولة هي الاستمرارية في المنافسة والنجاح وتحقيق البطولات الواحدة تلو الأخرى.

وهناك الكثير من أدوات النجاح التي تساهم في تأسيس وبناء فريق كرة قدم بطل يَعْتَلي المَنصَّات على الدوام مثل:

1- إدارة النادي:- في رأيي الشخصي هي أهم أدوات الفريق البطل، وأن تكون إدارة النادي من خبراء الوسط الرياضي وتمتلك فكر كروي مميز وطُمُوحٌ متوازن وعلاقات تجارية واجتماعية مميزة ونظرة استثمارية عالية لاختيار مدرب مناسب لخطة الإدارة، ولاعبين حسب احتياجات الفريق والتعامل الذكي مع سوق الانتقالات في بيع وشراء عقود المحترفين، وحبذا أن يكون من ضمن هذه الإدارة مستشارين من لاعبي النادي السابقين والمميزين لمساعدة الإدارة في النظرة الفنية أو الاشرافية على الفريق والمفاوضات حسب حاجة الفريق ونظرة المدرب وإمكانيات النادي، وإنشاء إدارة خاصة بالاستثمار واستقطاب الرعاة وزيادة مداخيل النادي المادية والتعامل مع الأزمات المتوقعة.

2- القدرة المالية:- هي أيضا أداة مهمة جدا لتأمين ميزانية سنوية مستمرة تناسب طموحات الإدارة والجماهير وتطلعاتها ومُكَمَّلة للأدوات الأخرى التي لا تتحقق النجاحات إلا بها، وعمل استثمارات مثمرة للنادي بخطط طويلة الأجل تناسب الخطط المستقبلية وتضمن العمل المؤسساتي الذي يخدم النادي أولاً والإدارات القادمة في حالات التغيير ثانياً.

3- الجهاز الفني للفريق:- ونقصد بذلك المدير الفني (المدرب) ومساعديه ومدرب اللياقة ومدرب حراس المرمى والفريق الطبي ومسؤولي تجهيزات احتياجات الفريق والذي من المفترض أن يكون الجهاز على مستوى عالٍ من الخبرة وحسن التعامل مع اللاعبين وتوظيفهم وتحقيق النظام والانضباط والانسجام بين عناصر الفريق وتطعيمه ببعض الفئات السنية الطموحة والبارعة سنويا لتحقيق الاستقرار الفني والإداري مع دراسة المنافسين قبل وأثناء المباريات والذي ينعكس على نتائج الفريق ومسيرته في البطولات.

4- انتقاء اللاعبين المحترفين:- وهي من الأدوات المطلوبة لتأسيس وبناء فريق بطل حيث لابد من انتقاء لاعبين حسب احتياجات الفريق وخطة المدرب المستقبلية بعد مناقشتها مع فريق العمل والتأكد من جدواها من نواحي استشارية، لا حسب الأسماء والشهرة وتكديس المحترفين مع الحرص على دمج بعض لاعبي الخبرة مع اللاعبين الشباب الذين يملكون الحيوية والنشاط والطموح ويكونوا نجوم المستقبل للفريق، مع التأكد من سرعة تأقلم اللاعبين المحترفين والبيئة المحلية لينعكس ذلك على أداء الفريق ونتائجه المستقبلية.

5- الاهتمام بالفئات السنية:- وذلك بتأمين كوادر فنية وتربوية متخصصة في النادي قادرة على اكتشاف المواهب السنية والاهتمام بها وتنظيم العمل بالفرق السنية والمشاركة في البطولات المحلية والدولية من هذا النوع وتطوير قدرات اللاعبين المبتدئين وتحفيزهم مادياً ومعنوياً وتوفير البيئة الرياضية المناسبة لهم ومتابعة التحصيل الدراسي لهم ومكافأة المتفوقين، مع عمل زيارات ميدانية للأكاديميات الخاصة لكرة القدم والأحياء لاستقطاب المواهب السنية البارزة فيها وذلك من أجل بناء قاعدة صلبة من اللاعبين لمستقبل النادي والمنتخب والاستفادة المادية من بعض اللاعبين بتصعيدهم للفريق الأول أو بيع عقودهم أو إعارتهم مؤقتاً.

6- المحافظة على مكتسبات الفريق:- بدءاً بالجهاز الفني والإداري واللاعبين المحترفين سواءً محليين أو أجانب وعدم التفريط بهم والعمل على معالجة السلبيات وتوفير سبل النجاح والتغلب على العوائق لرفع مستوى الأداء لديهم بتطوير ودعم الإيجابيات لهذه المكتسبات كي لا نخسرها بسبب أمور بسيطة يمكن علاجها أو قرارات عاجلة أو أمور شخصية.

7- توفير بيئة صحية للفريق:- البيئة الصحية المثالية هي أحد أهم أسباب استقرار فريق كرة القدم لأنها تبعد الفريق عن الأعباء والضغوط النفسية التي قد تُدمِّر الفريق وتُسَاهم في خسارة المُكتسبات كالجهاز الفني واللاعبين المتميزين والكفاءات الإدارية وذلك بسهولة التواصل بين الإدارة والفريق والأجهزة الفنية وتحفيز الفريق وتحقيق العدل بين اللاعبين في كل الأمور وتعزيز الولاء والانتماء وتقوية الروح المعنوية للفريق بوجود أخصائيين نفسيين لمعالجة بعض الأمور النفسية أو المشاكل أو النكسات التي يمر بها الفريق في مشواره الكروي لعودة البطل إلى مكانه الطبيعي.

8- بناء وتنمية قاعدة جماهيرية للفريق:- يتم ذلك بتوفير إدارة متخصصة تقوم ببناء أو تنمية قاعدة جماهيرية للفريق بواسطة الشبكة العنكبوتية (الأنترنت) ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاته المتنوعة والمحافظة على هذا الجمهور وتقوية ارتباطه وعلاقته التفاعلية المستمرة مع الفريق والتي تكون مبنية على التقدير والاهتمام والتواصل، حيث أن خبراء التسويق صَنَّفُوا الجمهور الرياضي وخاصة جمهور كرة القدم من الأصول التجارية المربحة للفريق على المدى الطويل.

9- غرس ثقافة الفريق الواحد:- وتأتي بغرس روح الجماعة في فكر وقلوب اللاعبين والتنسيق والتعاون فيما بينهم داخل وخارج الملعب وإشعارهم بالفخر بأن جهود الفريق هي السبب في تحسين أداء الفريق وليس الجهود الفردية، وأن النجاح دائما ينسب للعمل الجماعي المتناغم بين أفراد الفريق الواحد لا لأفراد مُعَيَّنَة في الفريق.

وفي نهاية الأمر يبقى مثلث النجاح المتساوي الأضلاع وهو (الإدارة – المدرب – اللاعبين) والذي يُعَدّ على أنه المثلث الأبرز في تأسيس وبناء أي فريق كرة قدم بطل متى ما تكاملت وتناغمت هذه الأضلاع بشكل مُناسب ومُنتج وتَمَّتْ المحافظة على هذا التكامل والتناغم، وتحقق الهدف الرئيسي للفريق وهو التميز في تحقيق البطولات المحلية والقارية والاستمرار في المنافسة عليها وتحقيق تطلعات الجماهير العاشقة وأهداف الإدارة المُحَدَّدَة مُسبقا منذ بداية كل موسم، وبذلك نكون قد سَلَّطْنَا الأنظار على أهم الأدوات الفعالة في تأسيس وبناء فريق كرة قدم مُتَمَرِّسْ على البطولات وعاشق للاستمرار على منصات التتويج.